Already registered? Sign In

Close


 شاركت المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم (أروقا) في الندوة الحوارية الافتراضية التي نظمتها عبر "القاعة الافتراضية zoom"، السبت 21 أيار/ مايو، التي نظمتها أكاديمية أفق في ماليزيا، والتي كانت بعنوان "التقويم الأصيل".
وخلال الندوة، تحدث كل من البروفيسور محمود عكاشة والبروفيسور عادل البنا، حيث أدارتها التربوية القديرة الدكتورة رجاء الجاجي، وبحضور عدد من الخبراء والقامات التربوية من ماليزيا والعديد من الدول العربية.
وتحدث البروفيسور محمود عكاشة في المحور الأول للندوة عن التقويم الأصيل، نظرة تأصيلية، مستعرضًا طبيعة العلاقة بين القياس والتقييم والتقويم. وأكد على أن التقويــــم لم يعد مقـصـــوراً على قيــــاس التحـصـيــــــل الدراســـي للطالـــب في المــــواد المخـتـلفـــة بل تعـــداه لقيــــاس مقومــــات شخصية المتعلم بشتى جوانبها.
وأشار عكاشة في المحور الثاني إلى أهمية التقويم الأصيل ومبرراته، وضرورة تطبيقه في مؤسساتنا التعليمية، ونوه إلى أن تطبيقه ليس عملية صعبة، ويكفي أن تتوفر في مؤسساتنا إرادة قوية وإخلاص للبدء العملي في تطبيقه.
وفي المحور الثالث تحدث البروفيسور عادل البنا عن الفرق بين التقويم الأصيل والتقويم التقليدي، موضحًا بأن التقويم الأصيل هو تقويم يعكس إنجازات الطالب ويقيسها في مواقف حياتية حقيقية، وقياس المستويات العليا المعرفية والمهاراتية، على خلاف التقويم التقليدي الذي يقتصر على قياس المستويات المعرفية الدنيا، منوهًا إلى أن التقويم الأصيل ليس بديلاً عن التقويم التقليدي، وإنما جاء لسد الثغرة التي يعجز التقويم التقليدي على سدها، فالتقويم الجماعي وتقويم مهارات التفكير وغيرها لا يمكن التعامل معها بغير التقويم الأصيل.
أما فيما يتعلق بالمحور الرابع، فقد أشار عكاشة إلى أهمية تنمية مهارات القائميـن على التقويم الأصيل، وتهيئة المؤسسة التعليمية لتنفيذ التقويم الأصيل، وقدم في معرض حديثه نماذج من التقويم الأصيل، مثل قوائم الرصد، وسلالم التقدير، والسجلات القصصية، وسجل وصف سير التعلم، وغيرها.
من جانبه، ركز ياسر النادي المدير التنفيذي للمنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم (أروقا)، في مداخلته على أهمية التحول من التعليم إلى التعلم، والتعلم من أجل الابتكار. ونوه إلى أهمية الابتكارات، وبأن ابتكاراً واحدًا يمكن أن يحدث فرقًا في المنطقة، كما أشار إلى أهمية تأطير التقويم الأصيل وضرورة تكاتف الجهود للخروج بإطار عام حول التقويم الأصيل.
كما أكد البروفيسور داود الحدابي على أن موضوع التقويم الأصيل بدأ بالغرب منذ زمن، وبأن تطبيقه عندنا بحاجة إلى وجود قناعة لدى صناع القرار في تبني هذا النوع من التقويم الأصيل، ثم كفاءات مخلصة تعمل على بلورة ذلك على مستوى المدارس والجامعات،  كما أشار إلى أننا لا نرفض الأساليب التقليدية وإنما نريد قياس جوانب الشخصية المتكاملة  أيضًا، وختم مداخلته بالإشارة إلى أن المدارس قادرة على تبني أساليب التقويم الأصيل في إطارها فيما عدا الاختبارات المركزية، ولدى الجامعات فرصة أكبر لتطبيق هذا النوع من التطبيق.
وفي مداخلته أكد الدكتور عبد القوي القدسي رئيس مجلس إدارة أفق إلى أن التقويم الأصيل بالفعل موضوع متعلق بسياسة عامة، وبأنه مرتبط بمنظومة متكاملة وبأنه بحاجة إلى اتخاذ قرار سياسي لاعتماده، ولكنه في المقابل أشار إلى أنه يمكن الحركة في إطار المتاح والممكن ضمن المنظومة التعليمية القائمة، ففرز المنهج إلى معارف ومهارات وقيم خطوة أساسية لاعتماد طرق مختلفة من التقويم والتي من أهمها التقويم الأصيل، ونبه إلى أهمية أن تتخذ المؤسسات التعليمية القرار في التحول إلى التقويم الأصيل، وفي ذات السياق بشر الحاضرين بترتيب الأكاديمية لبرنامج تدريبي أون لاين وكذلك مباشر في كوالالمبور، وهذه فرصة للمؤسسات التربوية الطموحة للانضمام للبرنامج، وختم مداخلته إلى أنه سيتم اعتبار مدرسة المعرفة الدولية بماليزيا كنموذج في تطبيق التقويم الأصيل للعام الدراسي القادم، وسيتم استهداف الإدارة والمعلمين والطلبة وأولياء الأمور في التدريب والتهيئة لتطبيق التقويم الأصيل.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة شهدت تفاعلاً كبيرا ومداخلات كثيرة من الحاضرين مما أثرى الندوة أفرزت جملة من التوصيات، ومن أهمها:
 1- إعداد دراسات وبحوث تهدف إلى تقويم الأداء ومعرفة الواقع الحالي والعمل على تطويره.
2- تخصيص جائزة لجودة تقويم الأداء العملي والشفوي كوسيلة لإثارة المنافسة بين القائمين على عمليات التقويم الأصيل في المؤسسات التربوية في مراحل التعليم قبل الجامعي والجامعي.
3- إجراء دراسة حول إيجاد أدوات قياس الأداء(ويشمل كل ما له علاقة بالعملية التعليمية سواء أكانت بشرية أم مادية أو عينية)  وفق معايير واستراتيجيات التقويم الأصيل.
4- القيام بعمل دراسة تجريبية تفيد في اقتراح برنامج يفيد جميع العاملين في الميدان التربوي، لتدريبهم على تطبيق معايير الجودة الشاملة في تصميم أدوات التقويم الأصيل والالتزام بها..
وفي ختام الندوة قدم  الدكتور عبد النور الشميري المدير التنفيذي لأكاديمية أفق  من خلال مداخلته الشكر للبروفيسور محمود عكاشة والبروفيسور عادل البنا على أدائهم، كما شكر جميع الإخوة والأخوات الذين أثروا الندوة بمداخلاتهم، وأشار إلى أن التقويم بصورته الحالية لا يسهم في توظيف المهارات المكتسبة  في مواقف حياتية تحاكي الواقع  وبالتالي أصبحت الحاجة ماسة وملحة أكثر  من أي وقت مضى إلى الانتقال من مرحلة تقويم التعلم إلى مرحلة التقويم للتعلم   وأشار إلى  دور أكاديمية أفق في التأسيس لثقافة الجودة التعليمية وإلى الندوات الشهرية والبرامج التدريبية المستمرة التي تقام أون لاين وبشكل مباشر والهادفة إلى تهيئة الأرضية المناسبة لتجويد التعليم.